 |
| كتاب أصل الأنواع pdf |
إنَّ الجَراءةَ اللازِمةَ لإِشعَالِ فَتيلِ ثَورةٍ عِلمِيةٍ حَقيقِيةٍ تَطالُ مَفاهِيمَ أَساسِيةً انْصاعَ لها العالَمُ لِعُقُود، وتُغيِّرُ جِذريًّا كُلَّ ما سَبقَها، لا تَتأتَّى بمُجرَّدِ الاجْتِهادِ فَحسْب، فالقُدرةُ عَلى تَحوِيلِ المَعرِفةِ إِلى مادَّةٍ للابتِكَار تَحتاجُ إِلى بَصِيرةٍ نَافِذةٍ تُقوِّي دَعائِمَها الثِّقة، وتُتوِّجُها لَمحةُ الإِبدَاع.
وبِالرغْمِ مما يُواجِهُه أَربابُ هَذِه الثَّوراتِ مِن رَفضٍ تامٍّ وهُجومٍ شَرِس، فإنَّ العالَمَ يُدرِكُ حقا أَهمِّيةَ لحَظاتِ التَّنوِيرِ تِلك، ويَمنحُها الخُلودَ، سواءٌ اختَلفَ مَعَها أَو اتَّفَق. هَكذَا أَخذَتْ نَظرِيةُ «النشوء والارتقاء» ﻟ «داروين» مَكانَها فِي مَصافِّ الثَّوراتِ العِلمِيةِ الخَالِدة، وبِرغْمِ ما أَثارَتْه وتُثِيرُه مِنَ الجَدلِ الفَلسَفيِّ والدِّينيِّ حتى يَومِنا هَذا، فإنَّ مَوقِعَها فِي الأَوسَاطِ العِلمِيةِ والفِكرِية يُثير الفُضولَ لمَعرِفةِ المَزِيدِ عَن هَذِه النَّظرِيةِ التي أَحدثَتْ هزَّةً فِي عُمقِ نَظرةِ الإِنْسانِ إِلى هُويَّتِه، وعَلاقَتِه بالطَّبِيعةِ والكَوْن.
هذه النسخة من الكتاب توفرها لكم إشراق مجانًا، وهي صادرة عن مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
ملخص كتاب أصل الأنواع
يمكننا تلخيص أهم ما توصل إليه داروين بشأن التطور في كتابه (أصل الأنواع) في الركائز أو المفاهيم الأربعة التالية:
- التغير: وهو يلاحظ بجميع درجاته بين الأفراد والأنواع في الطبيعة.
- الإنتاج المتزايد: يميل عدد أفراد النوع للزيادة وفقاً لمتوالية هندسية حتى يثبت العدد ويبقى عدد الجماعات ثابتاً بسبب تنازع البقاء.
- تنازع البقاء: تختفي الأفراد غير الملائمة لطبيعة البيئة التي تعيش فيها وتندثر، بينما تبقى الأفراد الأكثر تكيفاً، أي يحصل انتخاب طبيعي.
- الانتخاب الطبيعي: يؤدي إلى البقاء للأصلح والمحافظة على السلالات ذات الكفاءة العالية في المعيشة والتكاثر في البيئة.
وهذه الركائز أو المفاهيم وغيرها مما تضمنه (أصل الأنواع) نادى بعضها ومهَّد لها رجال كثيرون قبل داروين، ولكن إليه يرجع الفضل في صياغتها في إطار متكامل جعل منها نظرية علمية للتطور مثيرة للجدل.
السيرة الذاتية لداروين
المصدر
مؤسسة هنداوي