random
إشراقات

ماهي مميزات التعليم عن بعد وما الفرق بينه وبين التعليم التقليدي

حسب بعض الإحصائيات، فإن عدد المستفيدين من عملية التعليم عن بعد لحدود سنة 2017 كان حوالي 6 ملايين طالب، لكن مطلع سنة 2019 سيعرف هذ العدد طفرة لا مثيل لها بسبب إغلاق المدارس على إثر جائحة كورونا التي فرضت على الدول تطوير وسائل التعليم من الحضوري إلى التعليم عن بعد، تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المستفيدين منه بلغ خلال هذه الفترة 400 مليون طالب. 

نتيجة لتفشي كوفيد 19، برزت حاجة الدول للتكيف مع الوضع الجديد، إذ أضحى التعليم عن بعد وسيلة لا غنى عنها للتعليم. 

يقول أحد الأساتذة :
إنه بلا شكّ وقت غير مسبوق، وبالنسبة للجامعات، فما يحدث اليوم قد يجعل من التعليم عن بعد الأمر الطبيعي الجديد. لقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ أغلب الطلاّب واثقون بالفعل من كون التعليم المعتمد على التكنولوجيا الحديثة فعّالاً حقًا. لكن هذه النقلة ربما كانت صعبة لبعض أعضاء الهيئات التدريسية. وأنا اتمنى حقًا أن تتمكّن الجامعات والمدرّسون من تقبّل هذا التحدّي والتكيّف مع التغيير.

فما هو التعليم عن بعد إذن؟ ما هي أنواعه؟ مميزاته؟ سلبياته؟ وأفضل الطرق للاستفادة منه على أكمل وجه؟

في هذا المقال إشراق نت توضح لك هذا بالتفصيل وتعرض لك تحديات هذه العملية، تابع القراءة.

ما هو التعليم عن بعد؟ أهداف التعليم عن بعد. التعليم المتزامن Synchronous والتعليم غير المتزامن Asynchronous. ما هي أنواع التعليم عن بعد؟ مميزات التعليم عن بعد. كيف يعمل التعليم عن بعد؟ هل للتعليم عن بعد قيمة حقيقية؟ ما هي سلبيات التعليم عن بعد؟

1️⃣ ما هو التعليم عن بعد؟

التعليم عن بعد هو طريقة لتدريس الطلاب والتلاميذ أونلاين. حيث يتمّ إرسال الدروس مسجلة، أو إجراء بث مباشر عبر الإنترنت، ويحضر الطلاب والتلاميذ الدروس من المنزل بواسطة هواتفهم أو حواسيبهم، بدلاً من حضور المدرسة أو الجامعة. 

بعد تبني استراتيجية التعليم عن بعد في الجامعات، وفي المدارس الابتدائية والثانوية أيضا، أثبتت هذه الوسيلة نجاعتها فعلا في الدول المتقدمة، لكن كفاءتها ظلت نسبية في الدول النامية كالمغرب مثلا، فليس كل طلاب يمتلكون حاسوبا، وليس كل المعلمين على دراية وتكوين كاف بكيفية تقديم الدروس عن بعد. 

2️⃣ أهداف التعليم عن بعد

الكل يُجمع على أن التعليم عن بعد يهدف لإيصال المعلومة والمعارف للتلاميذ والطلاب، إلا أن له العديد من الأهداف الأخرى، والتي يمكننا تلخيصها فيما يلي:

  1. الرفع من فرص الوصول للمعارف، وجعل عملية التعليم مرنة للمتعلم وللمدرس.
  2. تطوير المهارات والكفايات الضرورية لتحدي القرن الواحد والعشرين.
  3. التأكد من أنّ المتعلّمين يمتلكون المعرفة الرقمية الأساسية في مجالات تخصصاتهم.
  4. مساعدة الطلاب على الحصول على فرص عمل.
  5. تلبية أنماط التعلّم المتنوعة واحتياجات الطلاب من جيل الألفية.
  6. التقليل من تكلفة التعليم الجامعي دون التأثير على جودته.
  7. مواكبة تطورات تكنولوجيا التعليم الرقمي.
  8. زيادة نشر التعليم وإتاحته للجميع، وتمكين نظام الإدارة الذاتي في عملية التعلّم.
[المصدر 🔗] 

3️⃣ التعليم المتزامن وغير المتزامن

يمكننا تقسيم التعليم عن بعد إلى فئتين أساسيتين: التعليم المتزامن Synchronous التعليم غير المتزامن Asynchronous لابدّ لك من فهم الفرق بين هاتين الفئتين جيّدًا والفرق بينهما حيث أنّ مختلف أشكال التعليم عن بعد تقع ضمن إحداهما.

فيما يلي شرح لكلّ فئة:

التعليم المتزامن Synchronous المتزامن يعني "في نفس الوقت". وهو يشير إلى أساليب التعليم عن بعد التي يتمّ فيها إيصال المادة التعليمية للطلاب في الوقت نفسه. حيث تحتاج إلى الاتصال المباشر بين الطلاب والمدرّسين، وتستخدم تقنيات مثل المؤتمرات المباشرة لتحقيق هذا الأمر.

التعليم غير المتزامن Asynchronous في حالة التعليم عن بعد غير المتزامن يتلقى الطلبة مجموعة من المواد الدراسية المحدّدة بمواعيد نهائية أسبوعية. ممّا يتيح لهم حرية الدراسة والتعلّم بالسرعة التي تناسبهم.

ليس هذا وحسب فهذه الفئة من التعليم عن بعد تتيح للطلاب فرصًا أكبر للتفاعل مع المادة الدراسية، ومع زملائهم نظرًا لأنهم يستطيعون الوصول إلى المادة الدراسية بشكل دائم والتفاعل معها من خلال الدردشات عبر الإنترنت، أو الامتحانات القصيرة أو التعليقات أو غير ذلك.

وهكذا يستفيد كلّ من الطلاب والمدرّسين من مرونة التعليم غير المتزامن الذي يتيح لهم إعداد المحتوى التعليمي واستهلاكه بما يتناسب مع أوقات فراغهم وجداولهم الزمنية.

التعليم عن بعد الهجين

يعتبر التعليم عن بعد عالمًا واسعًا يضمّ أشكالاً وأنماطًا متعدّدة وتقع جميعها ضمن إحدى الفئتين الرئيسيتين: التعليم المتزامن أو غير المتزامن، كما أنّ بعضها قد يكون مزيجًا من الاثنين وتشمل الآتي: مؤتمرات الفيديو. التعليم عن بعد الهجين، والتي غالبًا ما تكون  عبارة عن لقاء يجتمع فيه شخص أو أكثر، ويستخدمون خاصية الفيديو للتواصل عبر الإنترنت.

يقع هذا النمط ضمن فئة التعليم المتزامن، ويتمّ فيه استخدام أدوات مثل: Zoom. Blackboard Collaborate. Adobe Connect. أو غيرها من برامج التواصل المتزامن التي تتيح للطلاّب والمدرّسين التفاعل معًا بغضّ النظر عن أماكن تواجدهم.

تعزّز مؤتمرات الفيديو العلاقة بين الطالب والمدرّس وتقدّم هيكلاً واضحًا لعملية تخطيط وإعداد الدروس ممّا يجعلها عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في عملية التعليم عن بعد.

يجمع التعليم الهجين بين الأساليب المتزامنة وغير المتزامنة. حيث يتلقى الطلاب مواعيد نهائية لإتمام واجباتهم الدراسية وتقديم امتحاناتهم، ثمّ يباشرون بالتعلّم وفقًا لسرعتهم الخاصّة.

يقومون بعد ذلك بتسليم المهام الدراسية من خلال المنتديات والمنصّات عبر الإنترنت. وكلّما تقدّم الطالب أكثر في دراسته، تمكّن من الوصول إلى وحدات ومواد دراسية جديدة.

يعتبر هذا النمط فعّالاً وناجحًا للغاية للطلاب الذين يحبون الاستقلالية والاعتماد على النفس في الدراسة. وهي واحدة من أشهر أشكال التعليم غير المتزامن التي تتيح للطلاب الكثير من الحريّة.

حيث يزوّدهم المدرّس بتعليمات الدراسة بالإضافة إلى الكتب الدراسية عبر الإنترنت، وأهم الإعلانات المتعلّقة بالمادة قبل أن يترك المجال أمامهم مفتوحًا للدراسة بوتيرتهم وسرعتهم الخاصّة

يتمكّن الطلاب الذين يقدّرون أهمية التعلّم الذاتي من إحراز نتائج مميزة في هذا النوع من التعليم. لكنه في الواقع يحتاج إلى الكثير من الإلتزام والتحفّز الذاتي. أمّا بالنسبة للطلاب الذين يفتقرون لهذه المهارة، فقد يشكّل هذا النوع من التعليم تحدّيًا كبيرًا لهم، وقد يشعرون بالارتباك من أسلوب عرض المادة الدراسية كما أنّهم قد يفقدون الحافز للعمل والدراسة بشكل فعّال، ممّا يؤثّر على نتائجهم النهائية.

مميزات التعليم عن بعد

تختلف مميزات وفوائد التعليم عن بعد باختلاف فئاته (متزامن أو غير متزامن)، لكنها تتضمّن بشكل عام الآتي:

1- التحفيز الذاتي يجبر التعليم عن بعد الطلاب على أخذ مسؤوليات أكبر على عاتقهم، الأمر الذي يحثّهم ويحفّزهم للتطوّر وتنمية العديد من المهارات، مثل: الانضباط. مهارات التنظيم. مهارات إدارة الوقت.

2- المرونة لعلّ هذه الميزة الأهم التي ترتبط بالتعليم عن بعد. فهو يتيح للملتحقين به مرونة قد تزيد أو تنقص بحسب نوعه وطبيعة المادة الدراسية. لكنه في الغالب يتيح للطلاب وضع برنامجهم الدراسي بما يتناسب مع أوقاتهم وحضور المحاضرات والدروس من أيّ مكان يرغبون فيه. اقرأ أيضًا: المرونة والتكيف: مهارات أساسية للنجاح في سوق العمل!

3- سهولة الوصول وتكييف المواد الدراسية قد يتعذّر أحيانًا على البعض الالتحاق بالتعليم التقليدي، فالعمل أو المسؤوليات المنزلية قد تقف حاجزًا أمام الطلاّب. غير أنّ التعليم عن بعد يتيح إمكانية مواصلة الدراسة برغم كلّ شيء، في أيّ قت ومن أيّ مكان. حيث أنّ الطلاب لا يحتاجون إلاّ إلى جهاز حاسوب واتصال جيّد بشبكة الإنترنت. ليس هذا وحسب، فالمدرّسون يستطيعون إعداد المواد الدراسية والتعديل عليها وتكييفها بما يتناسب مع احتياجات الطلاّب المتنوعة وهو أمر لا يمكن القيام به في نظام التعليم التقليدي.

4- توفير الوقت والمال يسهم التعليم عن بعد في توفير الوقت والمال، فالطلاّب وكذلك المدرّسون، لا يحتاجون إلى إضاعة وقتهم الثمين في التنقل بين منازلهم والحرم الجامعي (أو المؤسسة التعليمية) نظرًا لأنهم يستطيعون التعلّم والتعليم من منازلهم. كما أنهم غير مضطرين لتحمّل أي نفقات إضافية مرتبطة بالسكن أو تكاليف السفر أو ثمن الكتب الدراسية وغيرها من مستلزمات إتمام عملية التعلّم التقليدية. الأمر الذي يجعل من التعليم عن بعد تجربة مميزة قليلة التكلفة نسبيًا.

5- تقديم تجربة تفاعلية ممتعة صحيح أنّ التعليم التقليدي قد يوفّر نسبة تفاع أعلى، لكنها قد لا تكون ممتعة بالضرورة. على العكس من عملية التعليم عن بعد التي تتيح للطلاب العديد من الأنشطة التفاعلية التي ترفع كفاءتهم وتحسّن أداءهم. ومن أمثلتها الرحلات الافتراضية لأماكن ومواقع ذات علاقة بالمنهج التعليمي.

كيف يعمل التعليم عن بعد النموذجي؟

لا يختلف التعليم عن بعد في العديد من مؤسسات التعليم العالي عن نظام التعليم التقليدي من حيث مدّته وطول محاضراته. إذ غالبًا ما يستمرّ لثمانية أسابيع أو فصل دراسي كامل. وخلال هذه المدّة يقوم المدرّس بما يلي:

  1. إعداد الموضوع الدراسي لكلّ أسبوع. تزويد الطلاب بمواضيع النقاش
  2. إضافة المهام والواجبات الدراسية مع شرح تفاصيل حلّها وإتمامها.
  3. تسجيل المحاضرات ومقاطع الفيديو أو العروض التقديمية (شرح المادة الأساسي). بعد ذلك، يُنفق الطلاب وقتهم في: مشاهدة المحاضرات والعروض التقديمية.
  4. إجراء البحث اللازم حول المواضيع المطروحة للنقاش.
  5. إضافة منشورات جديدة إلى منصّة التعليم وطرحها للنقاش مع بقية الزملاء.
  6. تسليم الواجبات الدراسية.
  7. المشاركة في مؤتمرات الفيديو المباشرة.
  8. التواصل مع مدرّس المادة عبر البريد الإلكتروني لأي استفسارات إضافية.
  9. الالتزام بهذه الخطوات سواءً من قبل الطلاّب أو المدرّسين هو ما يحقّق أهداف التعليم عن بعد، ويجعل منها عملية نموذجية ناجحة.

هل للتعليم عن بعد قيمة حقيقية؟

على الرغم من أنّ التعليم عن بعد كان يُعتبر في الماضي أقلّ أهمية وقيمة من التعليم التقليدي، إلاّ أنه اليوم ينافس التعليم التقليدي بل ويتقدّم عليه في بعض الأحيان. والفضل في ذلك يعود في جانب كبير منه إلى التكنولوجيات الحديثة والفيديو، التي تجعل التعليم عن بعد يبدو أنيقًا وتساعد في الحفاظ على تفاعل الطلاّب.

ما هي سلبيات التعلّم عن بعد؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ للتعليم عن بعد فوائد وإيجابيات عديدة، لكنّ ذلك لا يعني أنّه يخلو من السلبيات والثغرات، والتي يُمكننا تلخيصها فيما يلي: تزداد نسبة التهاء الطلاّب في عملية التعلّم عن بعد، وكذلك خطر تفويت المواعيد النهائية لتسليم المهام أو تقديم الاختبارات. من دون المحاضرات المباشرة وجهًا لوجه، قد يفقد الكثير من الطلاب الحافز والرغبة في التعلّم.

قد يكون التعليم عن بعد فعّالا مع الطلاّب الذين يحسنون العمل بمفردهم، لكن أولئك الذين لا يمتلكون مهارات التنظيم وترتيب الأولويات قد يواجهون مشكلات عديدة، وربما يفشلون في الاستفادة من هذه الطريقة في التعلّم.

صحيح أنّ التعّلم عن بعد أقلّ تكلفة من التعليم التقليدي، لكنّه يترافق مع العديد من التكاليف الإضافية التي قد تكون مرهقة للبعض مثل:

  1. إمكانية توفير أجهزة حاسوب مناسبة.
  2. صعوبة الحصول على اتصال جيد بالإنترنت خاصّة في ضواحي المدن أو المناطق النائية.
  3. الحاجة إلى الحصول على كاميرا (في بعض الحالات).
  4. الحاجة الدائمة لصيانة أجهزة الحاسوب.

قد لا يمتلك العديد من الطلاب إمكانية الوصول إلى هذه المستلزمات أو توفيرها، ممّا يجعل من التعليم عن بعد عائقًا وتجربة سلبية غير ناجحة.

google-playkhamsatmostaqltradent